الاثنين، 8 سبتمبر 2008

مذكرات طفل برىء -2-

مذكرات طفل برىء



حلقات غير مسلسلة من الذاكرة نعيش معها أيام الطفولة البريئة . . . أحيانا (؛

عندما تشتد المحن و الأزمات ، تطفو على السطح بعض الذكريات . . حلوة . . مرة . . مضحكة . . محزنة . . . تننتزع الأهات أو الضحكات . . . عندها أتذكر إبتسامات طفل برىء ولى عليه الدهر و فات !!!!

-2-

النهاردة الصفحة من مذكراتى الغير بريئة . . . حلقة النهاردة أولى حلقات التشرد الأطفالى . . . و طبعا كلنا عارفين من اللمبى إن التشرد الأطفالى ده مش فى مصر بس لأ فى العالم كله . . . يعنى كلنا كنا أطفال متشردين و محدش يقنعنى أنه و هو صغير كان الملاك البرىء و الحمل الوديع . . . و اللى حيتحكى النهاردة ده على الأقل 90% من الأولاد كانوا بيعملوه . . . و أكيد البنات كان ليهم سكك الشقاوة و التشرد بتاعتهم بس أنا معرفهاش

المكان الطبيعى للتشرد الأطفالى حتة من إتنين الشارع و المدرسة . . . و بإعتبار إن فى البيت مكانوش بيسيبونى ألعب فى الشارع زى بقيت الأطفال الطبيعيين فى وقتها فالمدرسة كانت المسرح الأول و الأخير اللى شهد صولاتى و جولاتى فى عالم التشرد الأطفالى

تقدروا تقولوا إن مظاهر التشرد الأطفالى بدأت من أول ما دخلت المدرسة من أولى حضانة لحد خامسة إبتدائى تقريبا . . . بعديها بدأت أعقل شوية و أبطل تشرد . . . بس أنا النهاردة مش حتكلم عن بداياتى فى التشرد خليها مرة تانية . . . أنا حقفز بالزمن لمنتصف الحقبة الإبتدائية – حلوة حقبة دى – يعنى أيام تانية تالتة إبتدائى كده . . . كفاية مقدمات بقى و نبتدى الحكاية

و فى وسط المعركة . . . و مع إحساس العدو بإنه أنتصر و اتمكن مننا و حوطنا و عمل علينا كماشة . . . هوب أندفعت جحافل جيشنا العظيم و طوقت العدو و أتقلبت الكماشة على جيش الأعداء و بقينا إحنا المحاصرين بنضرب فيهم من جوه و بقيت الجيش اللى مطوقهم شغال ضرب من بره و بقوا عاملين زى السدق فى السندويتش و فرمناهم . . . و أنتهت المعركة بإنتصارنا الكبير و تدمير جيش العدو و أسر بعض من أفراده

حد فاهم حاجة ؟!؟!؟!؟! . . . لأ ده مش مشهد من فيلم تروى . . . دى الخطة العبقرية بتاعت العبد لله . . . برضك مش فاهمين . . . أشرحلكم مدرستنا كان فيها 3 فصول فى كل سنة دراسية و الطبيعى إن كل فصل يبقى ليه عصابة تدافع عنه و تحارب العصابات التانية . . . بس إحنا كنا مسميين نفسنا جيوش و كل جيش ليه قائد و مساعد و جنود . . . و كل يوم فى الفسحة يحصل إشتباك بين الجيوش . . . و نفضل طول 15 دقيقة – وقت الفسحة – نفضل شغالين ضرب فى بعض . . . شلاليت و بوكسات و بونيات بس مكانش فيه طوب عشان ده سلاح محرم دوليا

و العبد لله طووول عمره مالوش فى الخناق و الضرب و الحبشتكانات دى – رغم إنى كنت بلعب كاراتيه و معايا حزام بنى – بس كان عندى ميزة تانية رهيبة . . . كنت دماغ فى التخطيط و تطوير الأسلحة و خصوصا التخطيط عشان كده كنت مساعد القائد . . . و طبعا القائد كان أقوى واحد فينا و حامى حمى الديار و كان كل الجيش عارف إن أنا ماليش فى الضرب و الحاجات دى . . . بس كلهم عارفين إنه من غيرى كل يوم حياخدوا على قفاهم و ينضربوا . . . و طبعا أنا كنت مظبطهم خطط محصلتش بتخلينا ننتصر فى معظم الأوقات – مش حقول دايما عشان مبقاش كداب -

و من ضمن الخطط دى الخطة اللى أتكلمت عنها فى الأول . . . كانت الخطة إن جزء صغير من الجيش ينزل الحوش لوحدهم . . . و الباقى يكون مستخبى فى الحمامات . . . و الجزء الصغير اللى فى الحوش يبدأ يستفز العدو و يجرهم للمكان اللى قدام الحمام . . . لحد ما جيش العدو كله يحاصر الجزء الصغير و يبدا يضرب فيه لحد ما يطمن إن بقيت الجيش مش موجود . . . و هوب يهجم الجزء الكبير اللى فى الحمام يهجم و يطوق جيش العدو . . . و بكده نبقى عملنا عليهم كماشة و مفيش حد منهم حيهرب . . . نياهاهاهاهاهاهاهاها – ضحكة الشريرين - . . .

شفتوا تشرد أكتر من كده . . . و طبعا إدارة المدرسة كانت على علم بإن فى عراك بيحصل فى الفسحة بين الفصول بس عشان مفيش إصابات كانوا بيطنشوا . . . غير إن أنا كنت شاطر و المدرسين بيحبونى فمكنش فى حد بيعاقبنى . . . و فى البيت بيعتبروها شقاوة عيال و كانوا دايما بيحاولوا يقنعونى إن أنا أوقع معاهدة سلام مع جيش العدو . . . و طبعا كانت مدرسة الفصل مسميانى بهجت الأباصيرى و قائد الجيش مرسى الزناتى و كانت على طول تقوللى أنت المخ و هو العضلات

يا ريت بعد الإعترافات الفظيعة محدش ياخد عنى فكرة وحشة خالث خالث خالث . . . برضك فى الأول و فى الأخر دى مذكرات طفل برىىىىىىىىىىىىىىء .

ليست هناك تعليقات: