الأربعاء، 3 سبتمبر 2008

مذكرات طفل برىء -1-



-->
مذكرات طفل برىء

من الذاكرة حلقات غير مسلسلة نعيش معها أيام الطفولة البريئة . . . أحيانا (؛
عندما تشتد المحن و الأزمات ، تطفو على السطح بعض الذكريات . . حلوة . . مرة . . مضحكة . . محزنة . . . تننتزع الأهات أو الضحكات . . . عندها أتذكر إبتسامات طفل برىء ولى عليه الدهر و فات !!!!
-1-
موضوع أول حلقة بيكون صعب جدا لأن الواحد لازم يبتدى بداية مميزة عشان كده أنا قلت أحسن حاجة أبدأ بيها أول يوم فى المدرسة . . . طبعا ده يوم ميتنسيش فى حياة أى واحد فينا لأنه كان بداية النكد الأزلى اللى عايشين فيه لحد النهاردة و كمان ده اليوم اللى فقدت فيه برائتى و ذكائى و طفولتى و . . و . . . و . . . . أشياء كتيرة أوى مكانها مش هنا . . .
المهم خلينا فى حكايتنا فى هذا اليوم اللى مش فاكر الجو فيه كان عامل إزاى ماما صحتنى من النوم بدرى و كانت فرحانة أوى – ليه مش عارف ؟! – و قعدت تلبسنى لبس غريب كده لونه كحلى و كل ما أفتكر شكله دلوقتى أقعد أضحك و أقول أنا كنت بلبس البتاع ده إزاى؟!! كل اللى أقدر أقوله عنه إنه كان شوال كحلى عليه مربعتين من القماش الأبيض عند الكتفين و محطوط عليها الحروف الأولى من إسم المدرسة باللون الأحمر . . .
المهم نزلنا من البيت و عرفت إن أنا رايح مكان زى الحضانة اللى كنت بروحها بس أكبر و أحسن أسمه المدرسة دخلنا من الباب و راحت ماما مدخلانى فصل فيه عيال كتيييير لابسين نفس اللبس العجيب اللى أنا لابسه و قاعدين على كراسى ضهرها عالحيطة و قدامهم ترابيزات على شكل مربع ناقص ضلع و شوية و هوب ماما أختفت . . .
و فى هذه اللحظة التاريخية بدأت السيمفونية التى بدأ جميع أعضاء الأوركسترا – أقصد الفصل – فى عزفها و قد بدات بالبكاء و الدموع البسيطة ثم بدأت تشتد الدموع و تتعالى الصرخات فى تناغم رائع ثم بدأت تتعالى الصيحات من الجميع " أنا عايز مااااااامااااااااااااااااااااااااااااااااااااا . . . عايز أروواااااااااااااح البيت " و طبعا المدرسة المسكينة بتحاول تهدينا كلنا و ده طبعا خيال علمى و كانت فكرتها عن أنها تهدينا ملخصة فى حاجتين أول حاجة تقولنا ماما زمانها جاية – بس مقالتش إن معاها لعب وحاجات – و تانى حاجة تديلنا كباية ميه عشان نبلع البرشام بتاع ماما زمانها جاية و بعدين طبعا أنا المحاولات دى منفعتش معايا و فضلت أعزف السيمفونية لوحدى رغم هدوء بعض العيال – الخونة العملاء – . . .
بعدين لقيت طفل قاعد جنب الشباك و كان ساكن معايا فى نفس العمارة و لقيته بيكلم مامته من الشباك جريت عليهم و قولت لمامته يا طنط – شوفوا الأدب بقى و الرقه – فين ماما ؟؟ ردت عليا بنفس الرد ماما زمانها جاية ساعتها أنا أطمنت حبة و قلت لنفسى الست دى أنا عارفها و مستحيل تضحك عليا . . .
و بعد شوية ماما جت أخيرا بس أتصدمت و أنا مروح معاها لما عرفت إن أنا حروح المدرسة تانى بكره و بعده و بعده و بعده و بعده . . .
. . . يتبع

ليست هناك تعليقات: