الأحد، 1 مارس 2009

تلك اللحظة


تلك اللحظة

لم يستطع التصديق . . . لقد جاءت تلك اللحظة التى حلم بها . . .تدق نواقيس قلبه . . . تخفق و تخفق ليعلو صوتها حتى يطغى على صوت الموجودات من حوله . . . يحاول أن يخفض من صوت دقات قلبه فلا يستطيع . . . إنه و لأول مرة تلمس يده يدها لتسرى فى جسده رعده منحته شعوراً لذيذاً لم يعهده من قبل . . . فقد نقلت له أنامله ملمساً ناعماً رقيقاً بتولاً لم يلمسه بشر قبله و لن يلمسه أحد غيره بعدها . . . ها هى الدبلة بين كفيه يمسكها بأصابعه و يضعها فى يدها . . . تمسك هى بيده و تضع الدبلة فى إصبعه . . . تنطلق الزغاريد فى أرجاء المكان . . . يلمح وجوه والديهما من بعيد و هم يبتسمون . . . إنه لا يرى هذه التفاصيل جيداً إنه يشعر بها فقط . . . فهو ينظر إلى حبيبته لينسى كل الموجودات من حوله . . . الكون كله يتحول إلى خلفية ضبابية لا يظهر منها شىء و تبقى هى بوجهها الذى عجزت عن وصفه الكلمات و حار فى جماله العقول . . . يحاول لسانه النطق فلا يستطيع . . . ولا يقوى إلا أن يستمر فى التحديق بوجهها . . . عيناه فى عينيها تسبح فى بحور من عالم سحرى لا وجود له إلا فى عينيها . . . ويده ممسكة بيديها فى رقة و حنان كما تمسك الأم بوليدها الصغير و هى تداعبه . . . أنفه تنقل له رائحة الحب فينتشى لها قلبه و يخفق لها عقله . . . أما أذناه فتنقل له كلاما صادرا من بين شفتيها . . . إنه لا يعيه و لا يفهم منه حرفا و لكنه صوت عذب معسول لم يسمعه فى حياته قط . . . إنه لا يعى شيئا مما حوله على الإطلاق فهو يتشرب بكل حواسه هذه اللحظة التى أنتظرها طويلا  . . . إنها تلك اللحظة التى تجرد فيها من ماديته ليصير طيفا يسبح فى عالم من الأطياف . . . عالم جميل لا يمت بصلة إلى أى عالم أخر . . . عالم مفرداته شمس وجهها و زهور وجنتيها و ألوان بحور عينيها الصافيتين و موسيقى صوتها الحالمة . . . عالم أخ فوق الشعر و الفن فوق النهى و الحدود . . . عالم ولد فى لحظة و أستمر للحظة فتتمنى أن تعيش فيه كل لحظة 

. . .


حقا إنها


تلك اللحظة