الاثنين، 26 يناير 2009

الترام الأزرقة و الترام الأصفرة - مذكرات طفل برىء 7

مذكرات طفل برىء




حلقات غير مسلسلة من الذاكرة نعيش معها أيام الطفولة البريئة . . . أحيانا (؛


عندما تشتد المحن و الأزمات ، تطفو على السطح بعض الذكريات . . حلوة . . مرة . . مضحكة . . محزنة . . . تننتزع الأهات أو الضحكات . . . عندها أتذكر إبتسامات طفل برىء ولى عليه الدهر و فات !!!!




-7-

الترام الأزرقة و الترام الأصفرة - الجزء الأول


فى العصور الغابرة . . . أيام ما كانت المصاصتين بـ 5 قروش . . . أيام إعلانات ريرى . . . أيام بسكوت الشمعدان اللى زى ما بتحبه بيحبك كمان . . . و بسكوت بيمبو أبو غلاف دهبى . . . و كاراتيه اللى كان بعشرة صاغ . . . أيام الواحد ما كان بيروق نفسه بربع جنيه بسسس

إيييييييييييييييييييييييييييييييييييييه . . . أيام

فى هذه العصور الغابرة كنت قاعد عند جدتى فى وسط البلد . . . و كنت بركب الترام كتيييييييييير جدا . . . ده غير إن بيت جدتى جنب الترام . . . يعنى سامع صوت الترام ليل و نهار . . . الترام من الحاجات اللى أثرت فيا أوى و أنا صغير . . . و ليا فيها ذكريات كتيير . . . عشان كد حتنزل على كذا حتة بإذن الله

الترام الزرقة . . . 3 عربيات . . . العربية اللى فى النص بتاعت الستات -سابقا- . . . و فى منها رقم 1 باكوس و رقم 2 النصر . . . ده أ ب ترام اللى أتعلمته و أنا صغيور . . . مقدرش افتكر تحديدا إمتى أول مرة ركبت فيها الترام الزرقة . . . بس الصراحة انا كنت بحبها جدا . . . أكتر من الترام الصفرا . . . عشان خاطر كانت لما بتجرى بتتهز جامد زى المرجيحة . . . ده غير إن صوت الكلاكس بتاعها كان غريب و حلو أوى بااااااااووووووومممممم . . .

و أنا صغير كنت بركب الترام مع ماما فى عربية الستات . . . و مكانتش بتدفعلى تذكرة . . . و لما كبرت شوية كانت بتدفعلى نص تذكرة . . . و لما كبرت كمان شوية كان الكمسرى يبصلى و يقول ده كبير المفروض ميركبش عربية الستات . . . ده على أساس إن أنا كنت راكبها بمزاجى يعنى . . . أنا ليا ذكريات بشعة فى العربية دى . . . زحمة مووووووووت و دوشة جدا . . . لو كان بإيدى مكنتش ركبتها خالثثثثث . . .

أفتكر مرة ركبت الترام مع ماما الضهرية . . . و كانت الترام زحمة جدا جدا جدا و الستات عمالين يركبوا يركبوا بركبوا و مفيش حد بينزل . . . و أنا أتفعصت فى النص و أتزنقت زنقة . . . بس قررت وقتها إن أنا لازم أكون راجل و أستحمل . . . و لما الزحمة بقت جامدة أوى . . . قررت إنى أساعد الناس . . . فقعدت أشفط فى بطنى و أقرب كتافى من بعض عشان أخد حجم أقل و أوسع للناس . . . و بعدين بدأت أكتم نفسى عشان مسحبش أكسجين كتير من الجو و الناس متتخنقش و تموت

طبعا أهم شخص فى الترام كلها كان "عمو الكمسرى" . . . و كان نفسى و منى عينى أعرف إيه العلاقة بين الكمسرى و الكمترة -الكمثارى اللى شبه التفاح ده- . . . و محدش يسألنى إبه العلاقة عشان أنا معرفتش حتى الأن . . . المهم إن عمو الكمسارى كان بيجى يقطع التذكرة و كنت بحب أنا اللى أديله الفلوس و أقوله واحد أو إتنين و هو يدينى التذكرة . . . و كنت بفرح جدا لما تكون التذكرة ملونة . . . لبنى و أصفر و أخضر و بمبى و أحمر و ساعات رصاصى و شوية أبيض . . .

فى يوم من الأيام قررت إنى ألم التذاكر من الترام . . . و قرت كل ما أركب الترام أخد التذكرة و مرميهاش . . . و أروح البيت و أحط تذكرة جنب تذكرة . . . لحد ما جمعت حوالى 15 تذكرة من كل الألوان الممكنة . . . قلت لنفسى بس كده أنا مش حدفع فى الترام تانى . . . لما الكمسرى يجى حسأله على لون التذاكر اللى معاه و حطلعله اللون اللى عايزه . . . و جه اليوم اللى قررت فيه أنفذ الخطة . . .

نزلت من بيتنا و أخدت كل التذاكر اللى جمعتها معايا . . . و ركبنا الترام بس المرة دى كان معايا بابا قات خلاص بقى أسيبه يدفع المرة دى و المرة اللى جاية لما نكون أنا و ماما لوحدنا أبقى أطلعله التذاكر اللى فى جيبى عشان معيش غير تذكرتين من كل لون . . . و هنا حصلت المفاجأة . . . أن أن أن آآآآآآآآآآآآن تتش

للأسف الشديد لما روحت البيت نسيت التذاكر فى جيب البنطلون . . . و البنطلون أتغسل . . . و التذاكر بقت عجينة . . . وااااااااااااااااء

بس خلاص أنا أتحطمت و مش قادر أكمل تحويشة عمرى راحت . . . راحت . . . رااااااااااااحت . . .


كان معكم محمد السنباطى
من على شريط الترام
باااااااوووووومممم