الأحد، 16 نوفمبر 2008

حبيبتى لا تشبه القمر

إنها لحظة من اللحظات التى يترك فيها المرء العنان لقلمه . . . فينطلق كالجواد الجامح ليعبر التلال و الوديان كاشفا عن مكنونات صدره و خبايا نفسه . . . لحظة من اللحظات التى تأتى على غير موعد لتلبى نداء أنطلق من أعماق الكون . . . نداء قديم قدم الزمان . . . نسيم الليل البارد . . . يمر على شجرة الليمون . . . يحرك أغصانها فى رقة . . . يداعب أوراقها فى صمت . . . يحمل عبير زهورها لينثره فى وجه الأرض . . . تمر سحابة رقيقة أمام القمر المكتمل . . . تحجب جزءا من شعاعه الفضى . . . تجعله باهنا . . . يتسرب إلى روحك فى هدوء . . . يستشعره قلبك و تنتعس له خلاياك . . . أرفع رأسى لأعلى . . . أنظر للقمر . . . أتوقف عن الكتابة بضع لحظات . . . يشرد بصرى فى سماء الليل . . . يرحل السحاب عن السماء فى صمت و هدوء . . . لا تشعر برحيله . . . بل إنك تنسى وجوده من الأساس . . . أتأمل نجوم السماء الصافية . . . تزداد النجوم تألقا و لمعانا . . . كأنما تصحو من سبات عميق . . . سبات أستمر ألاف السنين . . . إلا أنها أفاقت الليلة . . . ملبية ذلك النداء الخفى الذى عبر الأزمان و الأكوان ليصل فى ميعاده . . . تتلاشى الموجودات من حولى ولا يبقى إلا وجه القمر . . . أنظر إليه فى شغف . . . أتذكر حبيبتى . . . أسائل نفسى هل تنظر إلى القمر الأن ؟!؟! . . . هل تستشعر أشعته الفضية التى تتسلل للقلوب فى هدوء ؟!؟!؟ . . . أبعث إليها برسالة على شعاعه الفضى . . . رسالة كلماتها لا تحويها سطور . . . رسالة خرجت من أعماق أعماق النفس . . . حملت بين طياتها توقيع كل خلية من خلاياى . . . تهمس فى أذنها بصوت لا يسمعه سوى قلبها . . . بأربعة حروف . . . أ ح ب ك . . . أربعة حروف حملت معان لا تقوى على حملها الجبال . . . أربعة حروف هى لحن الحياة الذى يعزفه قلبى العاشق . . . أربعة حروف رددتها بكل لغات العالم . . . أربعة حروف رتلتها كالعابد لمعبوده . . . أربعة حروف أزكى من نسيم السحر . . . أعذب من قطرات الندى و المطر . . . أربعة حروف عجز لسانى عن البوح بها . . . لكن قلبى ينبض بها. . . أستفيق من خواطرى . . . أمعن النظر فى وجه القمر . . . أرى فيها إستدارة وجهها . . . بياضه الشاهق . . . شحوبه المشرب بالحمرة . . . إن حبيبتى لا تشبه القمر . . . إنه هو الذى يشبهها . . . تمر الأيام و الشهور و أنا جالس فى ضوء القمر . . . أرنو إليه و تسطر يدى الكلمات . . . حبيبتى لا تشبه القمر . . . إنه هو الذى يشبهها . . .