المشهد الأول
يستيقظ من النوم . . . يذهب للمطبخ . . . يحضر طبقا يملأه بالكرواسان و الباتيه . . . يجلس أمام التلفاز . . . يفتح قناة الجزيرة . . . يشاهد مذبحة غزة . . . يمتعض للحظة من منظر الدم و الأشلاء . . . يقضم الكرواسان بنهم . . . يواصل المشاهدة . . . رجل من أهل غزة يقول "حسبى الله و نعم الوكيل فى أى مسلم شايف الى إحنا فيه ده وراضى و ساكت سواء حكام أو مواطنين" . . . يواصل القضم و المضغ بلا توقف . . . ينادى بأعلى صوته "فييييييييين المربىىىىىىىىىىى ؟!؟!؟" . . . يحضر طبق المربى . . . يرفع رأسه تجاه التلفاز . . . المسعفين يحملون شهيدا و الدم يتساقط منه . . . تتساقط المربى من فمه . . .
المشهد التانى
المسجد . . . صلاة الظهر . . . اليوم أجازة بمناسبة العام الهجرى الجديد . . . كالعادة صفين فقط من المصلين . . . بعد التسليم صاح أحد العجائز من نهاية المسجد "فلنصل صلاة الغائب على أرواح شهداء غزة" . . . يجيبه الإمام الملتحى مقصر الجلباب حامل السواك فى هدوء و أريحية "صلاة الغائب لم يروى عن الرسول (ص) أنه صلاها فهى سنة غير مؤكده" . . . يجلس العجوز فى مكانه و هو يقول "فتح الله عليك" . . .
المشهد الثالث
الإمتحانات بعد أسبوع . . . المذبحة لا تزال مستمرة . . . 300 شهيد . . . 1500 جريح . . . يدلف إلى حجرته فى هدوء . . . يغلق الباب خلفه . . . يجلس على مكتبه . . . يذاكر و يذاكر و يذاكر . . . ينسى غزة و ما فيها و من فيها . . . يعتنق شعار مصلحة الضرائب "مصلحتك أولا" . . . يضىء المصباح لمزيد من الإضاءة . . . بووووووم تم قصف مولد الكهرباء بغزة . . . غزة فى حالة ظلام تام . . . يعتدل فى جلسته بعد أن أنتهى من المذاكرة و هو يقول "الحمد لله . . . أنا كده عملت اللى عليا" . . .
المشهد الرابع
حراااااااااااااااااااام . . . ده ظلم . . . و الله ده حرااااااام . . .يتعالى صراخه و هو يشير للتلفاز بكلتا يديه . . . ألا ترون ؟؟ . . . هل أصابهم العمى؟؟ . . . أه يا ولاد الـــــــــــــ . . . والله ده بينالتى ! ! ! . . . كعبله و هو منفرد . . . و الحكم الـــــــ محسبهاش . . . يتعالى صراخه و تزداد حسرته . . . يواصل المشاهدة فى إنفعال . . . بعد إنتهاء المباراة يطلب منه أحد الجالسين تغيير المحطة لسماع أخر الأخبار عن الوضع فى غزة . . . لاااااااااااااااا قالها بأعلى صوته مصحوبة بسيل من البذاءات . . . لما الستوديو التحليلى يخلص . . .
المشهد الخامس
تتجمع الأسرة على مائدة العشاء . . . ياكلون بنهم . . . يضحكون بصوت مرتفع . . . يشاهدون إحدى المسرحيات الكوميدية . . . تتعالى أصوات الضحكات . . . تنتهى المسرحية . . . يطفئون الأنوار . . . يذهب كل منهم إلى سريره . . . يدخلون تحت الالغطاء المكون من بطانيتين و لحاف . . . يستشعرون لذه الدفء . . . ينامون فى هدوووووووووووء . . .
تتجمع الأسرة على مائدة العشاء . . . لا بوجد طعام . . .الأطفال يبكون يصوت مرتفع . . . لا توجد إضاءة لقد تم قصف المولد . . . من بعيد تتعالى أصوات الطائرات . . . تهتز الأرض . . . تقترب أصوات الإنفجارات . . . تقترب . . . تقترب . . . بتمتم الأب بالشهادة . . . تحتضن الأم أطفالها . . . تتوقف أصوات الإنفجارات . . . يحمدون الله . . . يسمعون أصوات الإنفجارات مرة أخرى . . . تلتمع عيونهم فى ذعر . . . يدعون الله أن تمر الليلة بسلام . . . يدعون الله أن يأتى عليهم الصباح و هم مكتملون العدد . . . يدعون الله أن يحفظ لهم منزلهم و لا يبيتون فى العراء . . .
كل واحد فينا و احد من الخمسة دول
أو أكتر
أو الخمسة فى نفس الوقت
حكمة اليوم :
أخيراً،
يقول الدم العربيُّ:
تساويْتُ والماءَ
أصبحتُ
لا طعْمَ،
لا لوْنَ،
لا رائحة
يستيقظ من النوم . . . يذهب للمطبخ . . . يحضر طبقا يملأه بالكرواسان و الباتيه . . . يجلس أمام التلفاز . . . يفتح قناة الجزيرة . . . يشاهد مذبحة غزة . . . يمتعض للحظة من منظر الدم و الأشلاء . . . يقضم الكرواسان بنهم . . . يواصل المشاهدة . . . رجل من أهل غزة يقول "حسبى الله و نعم الوكيل فى أى مسلم شايف الى إحنا فيه ده وراضى و ساكت سواء حكام أو مواطنين" . . . يواصل القضم و المضغ بلا توقف . . . ينادى بأعلى صوته "فييييييييين المربىىىىىىىىىىى ؟!؟!؟" . . . يحضر طبق المربى . . . يرفع رأسه تجاه التلفاز . . . المسعفين يحملون شهيدا و الدم يتساقط منه . . . تتساقط المربى من فمه . . .
المشهد التانى
المسجد . . . صلاة الظهر . . . اليوم أجازة بمناسبة العام الهجرى الجديد . . . كالعادة صفين فقط من المصلين . . . بعد التسليم صاح أحد العجائز من نهاية المسجد "فلنصل صلاة الغائب على أرواح شهداء غزة" . . . يجيبه الإمام الملتحى مقصر الجلباب حامل السواك فى هدوء و أريحية "صلاة الغائب لم يروى عن الرسول (ص) أنه صلاها فهى سنة غير مؤكده" . . . يجلس العجوز فى مكانه و هو يقول "فتح الله عليك" . . .
المشهد الثالث
الإمتحانات بعد أسبوع . . . المذبحة لا تزال مستمرة . . . 300 شهيد . . . 1500 جريح . . . يدلف إلى حجرته فى هدوء . . . يغلق الباب خلفه . . . يجلس على مكتبه . . . يذاكر و يذاكر و يذاكر . . . ينسى غزة و ما فيها و من فيها . . . يعتنق شعار مصلحة الضرائب "مصلحتك أولا" . . . يضىء المصباح لمزيد من الإضاءة . . . بووووووم تم قصف مولد الكهرباء بغزة . . . غزة فى حالة ظلام تام . . . يعتدل فى جلسته بعد أن أنتهى من المذاكرة و هو يقول "الحمد لله . . . أنا كده عملت اللى عليا" . . .
المشهد الرابع
حراااااااااااااااااااام . . . ده ظلم . . . و الله ده حرااااااام . . .يتعالى صراخه و هو يشير للتلفاز بكلتا يديه . . . ألا ترون ؟؟ . . . هل أصابهم العمى؟؟ . . . أه يا ولاد الـــــــــــــ . . . والله ده بينالتى ! ! ! . . . كعبله و هو منفرد . . . و الحكم الـــــــ محسبهاش . . . يتعالى صراخه و تزداد حسرته . . . يواصل المشاهدة فى إنفعال . . . بعد إنتهاء المباراة يطلب منه أحد الجالسين تغيير المحطة لسماع أخر الأخبار عن الوضع فى غزة . . . لاااااااااااااااا قالها بأعلى صوته مصحوبة بسيل من البذاءات . . . لما الستوديو التحليلى يخلص . . .
المشهد الخامس
تتجمع الأسرة على مائدة العشاء . . . ياكلون بنهم . . . يضحكون بصوت مرتفع . . . يشاهدون إحدى المسرحيات الكوميدية . . . تتعالى أصوات الضحكات . . . تنتهى المسرحية . . . يطفئون الأنوار . . . يذهب كل منهم إلى سريره . . . يدخلون تحت الالغطاء المكون من بطانيتين و لحاف . . . يستشعرون لذه الدفء . . . ينامون فى هدوووووووووووء . . .
تتجمع الأسرة على مائدة العشاء . . . لا بوجد طعام . . .الأطفال يبكون يصوت مرتفع . . . لا توجد إضاءة لقد تم قصف المولد . . . من بعيد تتعالى أصوات الطائرات . . . تهتز الأرض . . . تقترب أصوات الإنفجارات . . . تقترب . . . تقترب . . . بتمتم الأب بالشهادة . . . تحتضن الأم أطفالها . . . تتوقف أصوات الإنفجارات . . . يحمدون الله . . . يسمعون أصوات الإنفجارات مرة أخرى . . . تلتمع عيونهم فى ذعر . . . يدعون الله أن تمر الليلة بسلام . . . يدعون الله أن يأتى عليهم الصباح و هم مكتملون العدد . . . يدعون الله أن يحفظ لهم منزلهم و لا يبيتون فى العراء . . .
كل واحد فينا و احد من الخمسة دول
أو أكتر
أو الخمسة فى نفس الوقت
حكمة اليوم :
أخيراً،
يقول الدم العربيُّ:
تساويْتُ والماءَ
أصبحتُ
لا طعْمَ،
لا لوْنَ،
لا رائحة
!