الاثنين، 29 ديسمبر 2008

سلام لجرحك يا فلسطين . . .

المشهد الأول

يستيقظ من النوم . . . يذهب للمطبخ . . . يحضر طبقا يملأه بالكرواسان و الباتيه . . . يجلس أمام التلفاز . . . يفتح قناة الجزيرة . . . يشاهد مذبحة غزة . . . يمتعض للحظة من منظر الدم و الأشلاء . . . يقضم الكرواسان بنهم . . . يواصل المشاهدة . . . رجل من أهل غزة يقول "حسبى الله و نعم الوكيل فى أى مسلم شايف الى إحنا فيه ده وراضى و ساكت سواء حكام أو مواطنين" . . . يواصل القضم و المضغ بلا توقف . . . ينادى بأعلى صوته "فييييييييين المربىىىىىىىىىىى ؟!؟!؟" . . . يحضر طبق المربى . . . يرفع رأسه تجاه التلفاز . . . المسعفين يحملون شهيدا و الدم يتساقط منه . . . تتساقط المربى من فمه . . .



المشهد التانى

المسجد . . . صلاة الظهر . . . اليوم أجازة بمناسبة العام الهجرى الجديد . . . كالعادة صفين فقط من المصلين . . . بعد التسليم صاح أحد العجائز من نهاية المسجد "فلنصل صلاة الغائب على أرواح شهداء غزة" . . . يجيبه الإمام الملتحى مقصر الجلباب حامل السواك فى هدوء و أريحية "صلاة الغائب لم يروى عن الرسول (ص) أنه صلاها فهى سنة غير مؤكده" . . . يجلس العجوز فى مكانه و هو يقول "فتح الله عليك" . . .



المشهد الثالث

الإمتحانات بعد أسبوع . . . المذبحة لا تزال مستمرة . . . 300 شهيد . . . 1500 جريح . . . يدلف إلى حجرته فى هدوء . . . يغلق الباب خلفه . . . يجلس على مكتبه . . . يذاكر و يذاكر و يذاكر . . . ينسى غزة و ما فيها و من فيها . . . يعتنق شعار مصلحة الضرائب "مصلحتك أولا" . . . يضىء المصباح لمزيد من الإضاءة . . . بووووووم تم قصف مولد الكهرباء بغزة . . . غزة فى حالة ظلام تام . . . يعتدل فى جلسته بعد أن أنتهى من المذاكرة و هو يقول "الحمد لله . . . أنا كده عملت اللى عليا" . . .



المشهد الرابع

حراااااااااااااااااااام . . . ده ظلم . . . و الله ده حرااااااام . . .يتعالى صراخه و هو يشير للتلفاز بكلتا يديه . . . ألا ترون ؟؟ . . . هل أصابهم العمى؟؟ . . . أه يا ولاد الـــــــــــــ . . . والله ده بينالتى ! ! ! . . . كعبله و هو منفرد . . . و الحكم الـــــــ محسبهاش . . . يتعالى صراخه و تزداد حسرته . . . يواصل المشاهدة فى إنفعال . . . بعد إنتهاء المباراة يطلب منه أحد الجالسين تغيير المحطة لسماع أخر الأخبار عن الوضع فى غزة . . . لاااااااااااااااا قالها بأعلى صوته مصحوبة بسيل من البذاءات . . . لما الستوديو التحليلى يخلص . . .



المشهد الخامس

تتجمع الأسرة على مائدة العشاء . . . ياكلون بنهم . . . يضحكون بصوت مرتفع . . . يشاهدون إحدى المسرحيات الكوميدية . . . تتعالى أصوات الضحكات . . . تنتهى المسرحية . . . يطفئون الأنوار . . . يذهب كل منهم إلى سريره . . . يدخلون تحت الالغطاء المكون من بطانيتين و لحاف . . . يستشعرون لذه الدفء . . . ينامون فى هدوووووووووووء . . .

تتجمع الأسرة على مائدة العشاء . . . لا بوجد طعام . . .الأطفال يبكون يصوت مرتفع . . .  لا توجد إضاءة لقد تم قصف المولد . . . من بعيد تتعالى أصوات الطائرات . . . تهتز الأرض . . . تقترب أصوات الإنفجارات . . . تقترب . . . تقترب . . . بتمتم الأب بالشهادة . . . تحتضن الأم أطفالها . . . تتوقف أصوات الإنفجارات . . . يحمدون الله . . . يسمعون أصوات الإنفجارات مرة أخرى . . . تلتمع عيونهم فى ذعر . . . يدعون الله أن تمر الليلة بسلام . . . يدعون الله أن يأتى عليهم الصباح و هم مكتملون العدد . . . يدعون الله أن يحفظ لهم منزلهم و لا يبيتون فى العراء . . .



كل واحد فينا و احد من الخمسة دول

أو أكتر

أو الخمسة فى نفس الوقت



حكمة اليوم :

أخيراً،

يقول الدم العربيُّ:

تساويْتُ والماءَ

أصبحتُ

لا طعْمَ،

لا لوْنَ،

لا رائحة
 
!
 

الخميس، 11 ديسمبر 2008

السنباطى زعيم الفصل - مذكرات طفل برىء - 6 -

مذكرات طفل برىء




حلقات غير مسلسلة من الذاكرة نعيش معها أيام الطفولة البريئة . . . أحيانا (؛


عندما تشتد المحن و الأزمات ، تطفو على السطح بعض الذكريات . . حلوة . . مرة . . مضحكة . . محزنة . . . تننتزع الأهات أو الضحكات . . . عندها أتذكر إبتسامات طفل برىء ولى عليه الدهر و فات !!!!




-6-

السنباطى زعيم الأمة . . . قصدى الفصل







من زمااااااااااااااااااااااااااااااان أوى أوى أوى . . . مش أوى كده يعنى . . . أيام سعد زغلول . . . مصطفى كامل . . . أحمدعرابى . . . الناس الجامدة دى اللى كانوا يقولوا يللا بينا نعمل ثورة . . . تلاقى الناس جابت يفط و طلعت فى مظاهرات على طوول و ضرب نار بقى و ناس تموت . . . إييييييييييييييييه . . . فيين الأيام دى . . .

طبعا انا - كطفل برىء بحت - عجبتنى أوى فكرة الزعامة دى . . . إنك تقدر تحرك الناس لهدف واحد و يا سلام لو كان هدف كويس . . .فكرة إن الناس تتجمع مع بعض و تشتغل عشان يحققوا مطالبهم . . . و أهم شخص فى الحكاية دى طبعا هو الزعيم . . . هو صاحب الفكرة و هو الشرارة اللى بتخلى الناس تحرك . . .

و عشان كده أنا كنت طوول عمرى مستنى الفرصة اللى أبقى فيها زعيم و أقود ثورة . . . و جه اليوم اللى جت فييه الفرصة لحد عندى . . . فى يوم من الأيام الغابرة فى خامسة إبتدائى تحديدا و أنا قاعد فى مركز القيادة - التختة بتاعتى بس خدونى على قد عقلى - وصلنى خبر عن طريق جواسيسى إن فصل اللغات دخل معمل العلوم . . . أن أن أن آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآن . . .تتش



حيجى واحد ظريف يقاطعنى و يسأل " طب إيه المشكلة إن فصل اللغات يخش معمل العلوم ؟!؟!؟!؟ "
أقولك يا سيدى . . . أصل مدرستنا فى الإبتدائى - على الرغم من إنها مدرسة خاصة - مكنش فيها معمل علوم خالص و لما ربنا كرمهم و عملوا معمل للعلوم مكانوش بيخلونا نروحه - طب عملوه ليه أنا مش فاهم ؟!!!! - و طبعا لما وصللنا خبر إن فصل اللغات نزل المعمل كان فعلا خبر رهييييييييييييييييب . . .



أنا أول ما سمعت الخبر مصدقتوش فى الأول . . . قلت أسأل الميس بتاعت العلوم فى حصتنا . . . و فعلا أتأكدت منها إنها أخدت فصل اللغات و نزلوا معمل العلوم . . . قلتلها طب ما ننزل إحنا كمان زيهم . . . قالتلى لأ مش حتنزلوا . . .



بصراحة أنا كان حلم حياتى وقتها إنى أخش أى معمل . . . كان نفسى أشوف الحاجات الغريبة اللى بسمع عنها فى كتاب العلوم . . . أنبوبة إختبار ، مخبارمدرج ، مغناطيس حدوة الحصان ، برادة الحديد . . . ياااااااااه الحاجات دى كلها فى المعمل فى الدور اللى تحتينا . . . و نقدر نشوفها بس الميس مش راضية . . . طب أعمل إيه ؟ ؟ ؟



و فى اللحظة دى جتلى فكرة عبقرية جهنمية لوذعية لولبية متحورة . . . لازم الفصل يعمل ثورة على ميس العلوم . . . لفيت على كل صحابى فى الفصل و قلتلهم على فكرة فصل اللغات نزل المعمل و الميس مش راضية تنزلنا . . . و خلتهم ينشروا الخبر فى الفصل كله - كل ده و الميس كانت بتكتب عالسبورة - طبعا الطلبة كلهم أتغاظوا و قعدوا يقولوا لبعضهم حنعمل إيه ؟ ؟ ؟


رحت انا باصص لهم بصة الزعماء - محدش يسألنى بصة الزعماء شكلها إيه دى حاجة بتيجى لوحدها عند الزعماء - و قلتلهم نعمل ثورة . . . بلموا و قالولى إزاى يعنى . . . قلتلهم نعمل مظاهرة و نرفع فيها يفط و نطالب بحقنا . . . و أتفقنا على كده . . . وقد كان . . .



الميس خلصت كتابة عالسبورة و بصتلنا . . . لقيتنا قاعدين نقطع ورق من الكراسات و كراسات الرسم و بنكتب عليها . . . و إذ فجأة الميس لقيتنا مرة واحدة رفعنا الورق فوق و هو مكتوب عليه . . . "المعمل . . . المعمل" "عايزين ننزل" "إشمعنى لغات . . . إشمعنى لغات" . . . و الفصل كله بدأ يهتف فى نفس واحد عايزين ننزل . . . عايزين ننزل . . . إشمعنى لغات . . . إشمعنى لغات . . .



الميس قعدت تزعق أسكتوووووووووواااااا . . . وإحنا مفيش فايدة . . . طلعت العصاية و قالت حضربكم . . . و إحنا برضك رافعين اليفط و بنصرخ عايزين ننزل . . عايزين ننزل . . . و الثورة بدأت تشتد و بدأت أنظم فى جموع الطلبة . . . وقفت فوق التختة و أروح مشاور لصف الولاد يروحوا قايلين فى نفس واحد "عايزين ننزل" . . . وبعدين أشاور لصف البنات فالولاد يسكتوا والبنات يقولوا عايزين ننزل . . . بعدين أشاور للإتنين و نقول كلنا فى نفس واحد . . . عايزين ننزل عايزين ننزل . . . و بعدين أشاور للكل بإيدى يسكتم و أقول أنا لوحدى بصوت عالى إشمعنى لغات . . إشمعنى لغات و الفصل كله ورايا فى نفس واحد إشمعنى لغات . . إشمعنى لغات . . .


طبعا الميس حيجيلها إنهيار عصبى مننا و أول ما حسيت بكده . . . شاورت للثوار أسكتم . . . وقلتلها بصوت عالى حتنزلينا المعمل وللا لأ ؟ ؟ ؟ . . . بصيتلى و قالت لأ . . . رحت مشاور للفصل تانى و أنطلقت الهتافات و اليفط أشد من الأول . . . كل ده و انا فوق التختة بنظم فيهم . . . - زعيم من يومى - و فضلت المظاهرات شغالة و بتزيد و تزيد و تزيد و . . .


و فجأة صرخت الميس خلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااص . . . حنزلكم المعمل . . . . . . . و فى اللحظة التاريخية دى أنتصرت إرادة الفصل على الميس و حققنا هدفنا . . . و حننزل المعمل . . . هييييييييييييييييييييه . . . هييييييييييييييييه . . . أنتصرناااااااااااااااااا . . . أنتصرناااااااااااا . . .



و فعلا نزلنا المعمل و حبقى أحكيلكم عملنا إيه هناك . . . بس دى حلقة تانية بإذن الله . . .




كان معكم الزعيم الوطنى الثورى الحر من فوق التختة
محمد السنباطى

الأحد، 16 نوفمبر 2008

حبيبتى لا تشبه القمر

إنها لحظة من اللحظات التى يترك فيها المرء العنان لقلمه . . . فينطلق كالجواد الجامح ليعبر التلال و الوديان كاشفا عن مكنونات صدره و خبايا نفسه . . . لحظة من اللحظات التى تأتى على غير موعد لتلبى نداء أنطلق من أعماق الكون . . . نداء قديم قدم الزمان . . . نسيم الليل البارد . . . يمر على شجرة الليمون . . . يحرك أغصانها فى رقة . . . يداعب أوراقها فى صمت . . . يحمل عبير زهورها لينثره فى وجه الأرض . . . تمر سحابة رقيقة أمام القمر المكتمل . . . تحجب جزءا من شعاعه الفضى . . . تجعله باهنا . . . يتسرب إلى روحك فى هدوء . . . يستشعره قلبك و تنتعس له خلاياك . . . أرفع رأسى لأعلى . . . أنظر للقمر . . . أتوقف عن الكتابة بضع لحظات . . . يشرد بصرى فى سماء الليل . . . يرحل السحاب عن السماء فى صمت و هدوء . . . لا تشعر برحيله . . . بل إنك تنسى وجوده من الأساس . . . أتأمل نجوم السماء الصافية . . . تزداد النجوم تألقا و لمعانا . . . كأنما تصحو من سبات عميق . . . سبات أستمر ألاف السنين . . . إلا أنها أفاقت الليلة . . . ملبية ذلك النداء الخفى الذى عبر الأزمان و الأكوان ليصل فى ميعاده . . . تتلاشى الموجودات من حولى ولا يبقى إلا وجه القمر . . . أنظر إليه فى شغف . . . أتذكر حبيبتى . . . أسائل نفسى هل تنظر إلى القمر الأن ؟!؟! . . . هل تستشعر أشعته الفضية التى تتسلل للقلوب فى هدوء ؟!؟!؟ . . . أبعث إليها برسالة على شعاعه الفضى . . . رسالة كلماتها لا تحويها سطور . . . رسالة خرجت من أعماق أعماق النفس . . . حملت بين طياتها توقيع كل خلية من خلاياى . . . تهمس فى أذنها بصوت لا يسمعه سوى قلبها . . . بأربعة حروف . . . أ ح ب ك . . . أربعة حروف حملت معان لا تقوى على حملها الجبال . . . أربعة حروف هى لحن الحياة الذى يعزفه قلبى العاشق . . . أربعة حروف رددتها بكل لغات العالم . . . أربعة حروف رتلتها كالعابد لمعبوده . . . أربعة حروف أزكى من نسيم السحر . . . أعذب من قطرات الندى و المطر . . . أربعة حروف عجز لسانى عن البوح بها . . . لكن قلبى ينبض بها. . . أستفيق من خواطرى . . . أمعن النظر فى وجه القمر . . . أرى فيها إستدارة وجهها . . . بياضه الشاهق . . . شحوبه المشرب بالحمرة . . . إن حبيبتى لا تشبه القمر . . . إنه هو الذى يشبهها . . . تمر الأيام و الشهور و أنا جالس فى ضوء القمر . . . أرنو إليه و تسطر يدى الكلمات . . . حبيبتى لا تشبه القمر . . . إنه هو الذى يشبهها . . .







الاثنين، 6 أكتوبر 2008

6 أكتوبر 1998 . . . مذكرات طفل برىء 5

مذكرات طفل برىء


حلقات غير مسلسلة من الذاكرة نعيش معها أيام الطفولة البريئة . . . أحيانا (؛

عندما تشتد المحن و الأزمات ، تطفو على السطح بعض الذكريات . . حلوة . . مرة . . مضحكة . . محزنة . . . تننتزع الأهات أو الضحكات . . . عندها أتذكر إبتسامات طفل برىء ولى عليه الدهر و فات !!!!

-5-

السادس من أكتوبر . . . العاشر من رمضان . . . الساعة 2 الضهر
.
.
.
مش فاكر بقيت الأغنية بصراحة
بس دى كانت أغنيتى المفضلة فى 6 أكتوبر و كمان كنت بحب "أحلف بسماها و بترابها" لعبد الحليم . . . الأغانى دى زمان لما كنت بسمعها الواحد كان بيحس إنه حيقوم يحارب و يكسر الدنيا و يحرر فلسطين و مش بعيد يموت شهيد فى المعركة . . .

تبدا ذكريات 6 أكتوبرمعايا من تانية حضانة - KG2 باللغة الجديدة - لما المدرسة فى الفصل قالتلنا بكرة 6 أكتوبر أجازة و قعدت تتكلم شوية عن الحرب و بعدين قالتلنا النهاردة بالليل على القناة التانية فى فيلم حلو إسمه "الطريق إلى إيلات" تبقوا تتفرجوا عليه . . . طبعا أنا روحت البيت و رغم إن الفيلم كان بالليل متأخر إلا إنى أصريت إنى أتفرج عليه و ماما فضلت قاعدة جنبى بتحكيلى و تفهمنى إيه اللى بيحصل بالضبط . . .

و أكيد طبعا كلنا مننساش المشهد بتاع تعديل مقاس اللغم . . . ونبيل الحلفاوى بيبرد فى اللغم و كل شوية يحط صباعه و يشوف حرارة اللغم . . . وأنا قاعد مركز و منتبه معاه أوى . . . و بعدين المبرد يقع من إيده . . . وأنا قلبى يقع معاه . . . لحد ما يخلص . . . و يطلع يعملهم علامة النصر بإيده . . . . . . وللا فى الأخر لما يفجروا الميناء . . . يا سلام الواحد كان بيبقى فى شعور فظيع بين الفخر و الإنبهار و الإعجاب و الإنتصار و حاجات تانية كتييييييييير . . .

بس يوم 6 أكتوبر 1998 كان يوم مميز قوى بالنسبة لى . . . ده اليوم اللى قررت فيه أعمل عبور القنال فى بيتنا . . . قعدت على السرير بتاعى و جبت كل المسدسات و الرشاشات السليمة و المكسورة اللى فى البيت . . . بالإضافة لأى حاجة ينفع تتحدف زى المكعبات و كده . . . و جبت عصاية و رسمت علم مصر على و رقة و علقتها على العصاية . . . و بعدين جبت كل الشلت اللى فى البيت و عملت بيها حاجز فى الناحية التانية من الأوضة اللى فى وش السرير . . . على أساس إن دى سيناء و إن المسافة اللى بين السرير و الشلت هى قناة السويس - شايفين الدماغ اللاسعة - . . .

و الساعة 2 بالضبط . . . بدأت العبور . . . هجوووووووووووووووم . . . وعينكم ما تشوف إلا النور . . . خليت الأوضة ساحة معركة
. . . و خلصت كل الذخيرة اللى فى المسدسات اللى معايا . . . و بدأت أحدف بالمكعبات كأنها قنابل يدوية لحد ما خلصت . . . و بعدين طلعت سكينة بلاستيك و عزيت بيها كل الشلت و المخدات . . . و بعدين السكينة أتكسرت روحت نازل ضرب فى الشلت و المخدات . . . لحد ما بقيت مش قادر . . . و عشان الفيلم يكمل فى الأخر عملت نفسى أتصبت برصاصة . . . و قعدت أزحف على الأرض و أنا بموت لحد ما وصلت للعلم . . . و فضلت ماسكه و أنا ميت ! ! !

طبعا ماما دخلت الأوضة من هنا و كانت حتقتلنى لأن الأوضة بقت ساحة حرب فعلا و مفيش حاجة على حالها . . . و عشان أنا طفل رقيق و مطيع طوول عمرى . . . قولتلها متقلقيش خالص حرجع كل حاجة مكانها و كله حيبقى تمام . . . و قد كان . . .



كان معكم محمد السنباطى
من خط النار
6 أكتوبر 1998
و كل حرب و أنتم طيبين

الأربعاء، 1 أكتوبر 2008

حلقة خاصة . . . . مذكرات طفل برىء 4

مذكرات طفل برىء


حلقة خاصة جدا


حلقات غير مسلسلة من الذاكرة نعيش معها أيام الطفولة البريئة . . . أحيانا (؛

عندما تشتد المحن و الأزمات ، تطفو على السطح بعض الذكريات . . حلوة . . مرة . . مضحكة . . محزنة . . . تننتزع الأهات أو الضحكات . . . عندها أتذكر إبتسامات طفل برىء ولى عليه الدهر و فات !!!!

-4-

العيد فرحة يا سلام . . . و أجمل فرحة يا سلام
غنوا معايا غنوا . . . قولوا ورايا قولوا
كتر يا رب فى أعيادنا . . . وأطرح فيها البركة و زيد
جانا العيد أهو جانا العيييييييييييييييييد
أهلا أهلا بالعيد . . . مرحب مرحب بالعيد
هييه هييييه هييييييييييييييييييييييييييييه

دى الأغنية المفضلة بتاعتى و أنا صغيور فى العيد لازم أول يوم العيد بعد الصلاة أفتح التليفيزيون و أجيب القناة الأولى -مكنش فى غيرها عليه - و أقعد أتفرج على الأغنية دى و اشوف صفاء أبو السعود - مش فى ساعة صفا يا ظريف - و أتفرج عالعيال اللى ماسكين بالونات ملونة و هم بيلعبوا فى الملاهى و بيجروا و عاملين دوشة . . .

بس البداية الحقيقية للعيد بالنسبالى كانت بتبدأ من قبل العيد بشهر . . . لما كنت أنزل مع ماما عشان أجيب لعبة العيد . . . و نلف فى المحلات طوول اليوم لحد ما أختار لعبة العيد و من اللحظة دى و أنا ببقى مستنى العيد عشان ألعب بيها . . . و فى ليلة الرؤية ببقى قاعد على أعصابى و نفسى يبقى رمضان 29 عشان أفتح اللعبة و ألعب بيها . . . و لما كان رمضان بيبقى 30 يوم كنت بقعد أدعى على المفتى عشان كنت مقتنع إن هو المسؤل عن الموضوع ده . . .

يوم الوقفة بقى ده يوم مقدس بالنسبة لى . . . أصحى من النوم الصبح . . . أستحمى و ألبس طقم الوقفة . . . أسرح شعرى و أجيبو على جنب - برىء من يومى و الله - . . . و تيجى أهم لحظة فى اليوم ألعب بلعبة العيد . . . شعور روعة و أنا بطلع العلبة من الكيس براحة و بهدوء و بعدين أفتح العلبة براحة من غير ما أقطعها . . . أطلع اللعبة و أبصلها بإنبهار . . . أخيرا جت اللحظة الللى مستنيها من زماااااااااان . . . و أفضل ألعب بيها طول اليوم . . . و لما أخش انام أحطها جنبى على السرير . . .

أول يوم العيد بقى أصحى من النوم عشان الصلاة و أنا مش قادر و نفسى أكمل نوم و أنام و أنا بتوضأ و أنام على نفسى و أنا بلبس الكوتشى و مفوقش غير من الهوا الساقع و انا فى الشارع . . . و كنت ببقى فرحان أوى و أنا بكبر مع الناس بصوتى الرفيع و أحس إن كل الناس دى بقت شخص واحد عملاق يقدر يعمل أى حاجة . . . الصوت العالى اللى بيوصل كل حته من غير ميكروفونات . . . النفس الواحد و النغمة اللى الكل ماشى عليها من غير نشاذ . . . دى كانت أحلى حاجة فى صلاة العيد بالنسبالى . . .

بعد الصلاة نروح البيت و نفطر كحك و بسكوت و الذى منه . . . النوع المفضل بالنسبالى فيهم هو الكحك أبو ملبن . . . و كنت باكله بطريقة غريبة جدا . . . الأول أمسك الكحكاية و ألحس كل السكر اللى مرشوش عليها من فوق الوش . . . و بعدين أكسرها نصين و أبدأ أكل الملبن من جواها . . . و بعد ما تبقى فاضية أديها لماما تسقيها فى الشاى . . . بعد الفطار أنااام و أصحى على الغدا و أفضل مقضيها تليفيزيون لحد ما اليوم يخلص . . .

بقيت العيد بقى كنا نروح نزور قرايبنا كلهم . . . و ده كان شىء مفضل بالنسبالى طبعا عشان العيدية و الكاش الوفير . . . و كل ما نزور قرايب أكتر أكيد العيدية حتكبر . . . و أهم حاجة إن الفلوس تكون جديدة لانج و مش متطبقة . . . و الأهم إنها تكون كتييير فى العدد مش الكم . . . أياميها كانت قيمة الفلوس بتتحدد بعددها و إنها جديدة . . . يعنى كنت شايف إن لو معايا 10 جنيه حنيهات جديدة أحسن مليون مرة من 100 جنيه ورقة واحدة - ده أنا كنت عبيط أوى - و طبعا العيدية كلها كانت بتخلص على الشوكولاتة و البسكوت و المصاصة . . . بس مكنتش بجيب شيبسى عشان كان محظور دخوله البيت

محدش فينا يقدر ينكر أنه قمة الحزن بالنسبالنا و إحنا صغيرين هى أخر يوم فى العيد . . . لما الأجازة تبقى خلصت و تروح تنام بدرى و تحضر شنطتك قبل ما تنام عشان تروح تانى يوم المدرسة . . . شعور بشع . . . و ليلتها أنام و أنا بحلم بالعيد اللى بعده و اللى بعده و اللى بعده . . . . . .

إيييييييييييييييييييييييييييييييه أيام متتعوضش . . . نفسى ترجع تانى


كل سنة و أنتوا طيبيييين


الثلاثاء، 16 سبتمبر 2008

مذكرات طفل برىء -3-

مذكرات طفل برىء



حلقات غير مسلسلة من الذاكرة نعيش معها أيام الطفولة البريئة . . . أحيانا (؛

عندما تشتد المحن و الأزمات ، تطفو على السطح بعض الذكريات . . حلوة . . مرة . . مضحكة . . محزنة . . . تننتزع الأهات أو الضحكات . . . عندها أتذكر إبتسامات طفل برىء ولى عليه الدهر و فات !!!!

-3-

و تستمر مذكرات الطفولة فى أول سنين المدرسة أولى حضانة أيام ألف به ته ثه . . . مش ألف باء تاء ثاء . . . أو أبتثجح . . . أنا مش عارف ألف به ته . . . دى جابوها منيين وللا إيه علاقتها باللغة أصلا . . . ما علينا ما إحنا طول عمرنا بنعك فى الدراسة لحد دلوقتى إيه الجديد فى كده ؟!

ما علينا خلينا فى موضوع النهاردة و هو خيال الأطفال الواسع اللاسع أوى أوى أوى و خصوصا أنا خيالى كان واسع جداااااااااا و كل ما أفتكر الحاجات اللى كنت بتخيلها و أنا صغير أقعد أضحك لحد ما أتعب من كتر الضحك ومن أكتر الحاجات اللى بضحك عليها الموقف ده

و أنا فى أولى حضانة كان فى إتنين صحابى أوى مؤمن و إسلام و كنا قاعديين جنب بعض فى المدرسة و على طوول مع بعض . . . فى يوم من الأيام و أنا قاعد فى بيتنا بتفرج على التليفيزيون و مركز أوى و مبلم عشان البرنامج كان علمى و أنا كنت بحب الحاجات دى – مثقف من يومى ::: - قالوا فى البرنامج إنه فى رائد فضاء أمريكانى إسمه نيل أرمسترونج طلع القمر و كان أول واحد يمشى عليه أنا الموضوع ده عجبنى أوى و فضل شاغل دماغى طول الليل

و تانى يوم فى المدرسة حكيت البرنامج لمؤمن و إسلام و قررت إن إحنا لازم نعمل زى الرجل ده و نطلع القمر و طبعا الفكرة عجبتهم أوى و قعدنا نفكر حنطلع إزاى و توصلنا إن إحنا لازم نعمل صاروخ عشان نطلع بيه القمر بس كانت مشكلتنا نجيب حديد و مسامير و شواكيس و مفكات منيين عشان نعمل الصاروخ ده ؟!

صاحبى مؤمن حل المشكلة دى و قالنا إن جدته حتجيبله الحاجات دى هدية عيد ميلاده و إن هو اللى حيعمل الصاروخ و حيخدنا معاه طبعا إحنا صدقناه و أتفقنا إننا يوم الحد اللى جاى بعد المدرسة حنركب الصاروخ و نطلع القمر . . . و تشاء الاقدار إن أنا أغيب يوم الحد ده – و مش فاكر ليه – و لما رحت المدرسة يوم الإتنين لقيت مؤمن و إسلام بيقولولى مجيتش ليه إمبارح إحنا طلعنا القمر من غيرك – أن أن ان أأأأأأأأأأأأأأأأأن تتشششش - طبعا أنا قعدت أصرخ فيهم مستنيتونيش ليه حرام عليكم هو أنا مش صاحبكم و بدأت أعيط و فضلت زعلان طوول اليوم

و أنا مروح شفت أخو مؤمن الكبير و هو أكبر منى بأربع سنين و قولتله شفت أخوك راح إمبارح القمر و سابنى و مخدنيش معاه راح باصصلى بإستغراب و قاللى إزاى يعنى ؟!؟! حكيتله الحكاية و هو قعد يضحك يضحك يضحك و أنا أسأله بتضحك ليه و هو مبيردش و سبته و مشيت و أنا معرفش هو بيضحك ليه ؟! يا ريت لو حد يعرف يقوللى


الاثنين، 8 سبتمبر 2008

مذكرات طفل برىء -2-

مذكرات طفل برىء



حلقات غير مسلسلة من الذاكرة نعيش معها أيام الطفولة البريئة . . . أحيانا (؛

عندما تشتد المحن و الأزمات ، تطفو على السطح بعض الذكريات . . حلوة . . مرة . . مضحكة . . محزنة . . . تننتزع الأهات أو الضحكات . . . عندها أتذكر إبتسامات طفل برىء ولى عليه الدهر و فات !!!!

-2-

النهاردة الصفحة من مذكراتى الغير بريئة . . . حلقة النهاردة أولى حلقات التشرد الأطفالى . . . و طبعا كلنا عارفين من اللمبى إن التشرد الأطفالى ده مش فى مصر بس لأ فى العالم كله . . . يعنى كلنا كنا أطفال متشردين و محدش يقنعنى أنه و هو صغير كان الملاك البرىء و الحمل الوديع . . . و اللى حيتحكى النهاردة ده على الأقل 90% من الأولاد كانوا بيعملوه . . . و أكيد البنات كان ليهم سكك الشقاوة و التشرد بتاعتهم بس أنا معرفهاش

المكان الطبيعى للتشرد الأطفالى حتة من إتنين الشارع و المدرسة . . . و بإعتبار إن فى البيت مكانوش بيسيبونى ألعب فى الشارع زى بقيت الأطفال الطبيعيين فى وقتها فالمدرسة كانت المسرح الأول و الأخير اللى شهد صولاتى و جولاتى فى عالم التشرد الأطفالى

تقدروا تقولوا إن مظاهر التشرد الأطفالى بدأت من أول ما دخلت المدرسة من أولى حضانة لحد خامسة إبتدائى تقريبا . . . بعديها بدأت أعقل شوية و أبطل تشرد . . . بس أنا النهاردة مش حتكلم عن بداياتى فى التشرد خليها مرة تانية . . . أنا حقفز بالزمن لمنتصف الحقبة الإبتدائية – حلوة حقبة دى – يعنى أيام تانية تالتة إبتدائى كده . . . كفاية مقدمات بقى و نبتدى الحكاية

و فى وسط المعركة . . . و مع إحساس العدو بإنه أنتصر و اتمكن مننا و حوطنا و عمل علينا كماشة . . . هوب أندفعت جحافل جيشنا العظيم و طوقت العدو و أتقلبت الكماشة على جيش الأعداء و بقينا إحنا المحاصرين بنضرب فيهم من جوه و بقيت الجيش اللى مطوقهم شغال ضرب من بره و بقوا عاملين زى السدق فى السندويتش و فرمناهم . . . و أنتهت المعركة بإنتصارنا الكبير و تدمير جيش العدو و أسر بعض من أفراده

حد فاهم حاجة ؟!؟!؟!؟! . . . لأ ده مش مشهد من فيلم تروى . . . دى الخطة العبقرية بتاعت العبد لله . . . برضك مش فاهمين . . . أشرحلكم مدرستنا كان فيها 3 فصول فى كل سنة دراسية و الطبيعى إن كل فصل يبقى ليه عصابة تدافع عنه و تحارب العصابات التانية . . . بس إحنا كنا مسميين نفسنا جيوش و كل جيش ليه قائد و مساعد و جنود . . . و كل يوم فى الفسحة يحصل إشتباك بين الجيوش . . . و نفضل طول 15 دقيقة – وقت الفسحة – نفضل شغالين ضرب فى بعض . . . شلاليت و بوكسات و بونيات بس مكانش فيه طوب عشان ده سلاح محرم دوليا

و العبد لله طووول عمره مالوش فى الخناق و الضرب و الحبشتكانات دى – رغم إنى كنت بلعب كاراتيه و معايا حزام بنى – بس كان عندى ميزة تانية رهيبة . . . كنت دماغ فى التخطيط و تطوير الأسلحة و خصوصا التخطيط عشان كده كنت مساعد القائد . . . و طبعا القائد كان أقوى واحد فينا و حامى حمى الديار و كان كل الجيش عارف إن أنا ماليش فى الضرب و الحاجات دى . . . بس كلهم عارفين إنه من غيرى كل يوم حياخدوا على قفاهم و ينضربوا . . . و طبعا أنا كنت مظبطهم خطط محصلتش بتخلينا ننتصر فى معظم الأوقات – مش حقول دايما عشان مبقاش كداب -

و من ضمن الخطط دى الخطة اللى أتكلمت عنها فى الأول . . . كانت الخطة إن جزء صغير من الجيش ينزل الحوش لوحدهم . . . و الباقى يكون مستخبى فى الحمامات . . . و الجزء الصغير اللى فى الحوش يبدأ يستفز العدو و يجرهم للمكان اللى قدام الحمام . . . لحد ما جيش العدو كله يحاصر الجزء الصغير و يبدا يضرب فيه لحد ما يطمن إن بقيت الجيش مش موجود . . . و هوب يهجم الجزء الكبير اللى فى الحمام يهجم و يطوق جيش العدو . . . و بكده نبقى عملنا عليهم كماشة و مفيش حد منهم حيهرب . . . نياهاهاهاهاهاهاهاها – ضحكة الشريرين - . . .

شفتوا تشرد أكتر من كده . . . و طبعا إدارة المدرسة كانت على علم بإن فى عراك بيحصل فى الفسحة بين الفصول بس عشان مفيش إصابات كانوا بيطنشوا . . . غير إن أنا كنت شاطر و المدرسين بيحبونى فمكنش فى حد بيعاقبنى . . . و فى البيت بيعتبروها شقاوة عيال و كانوا دايما بيحاولوا يقنعونى إن أنا أوقع معاهدة سلام مع جيش العدو . . . و طبعا كانت مدرسة الفصل مسميانى بهجت الأباصيرى و قائد الجيش مرسى الزناتى و كانت على طول تقوللى أنت المخ و هو العضلات

يا ريت بعد الإعترافات الفظيعة محدش ياخد عنى فكرة وحشة خالث خالث خالث . . . برضك فى الأول و فى الأخر دى مذكرات طفل برىىىىىىىىىىىىىىء .

الأربعاء، 3 سبتمبر 2008

مذكرات طفل برىء -1-



-->
مذكرات طفل برىء

من الذاكرة حلقات غير مسلسلة نعيش معها أيام الطفولة البريئة . . . أحيانا (؛
عندما تشتد المحن و الأزمات ، تطفو على السطح بعض الذكريات . . حلوة . . مرة . . مضحكة . . محزنة . . . تننتزع الأهات أو الضحكات . . . عندها أتذكر إبتسامات طفل برىء ولى عليه الدهر و فات !!!!
-1-
موضوع أول حلقة بيكون صعب جدا لأن الواحد لازم يبتدى بداية مميزة عشان كده أنا قلت أحسن حاجة أبدأ بيها أول يوم فى المدرسة . . . طبعا ده يوم ميتنسيش فى حياة أى واحد فينا لأنه كان بداية النكد الأزلى اللى عايشين فيه لحد النهاردة و كمان ده اليوم اللى فقدت فيه برائتى و ذكائى و طفولتى و . . و . . . و . . . . أشياء كتيرة أوى مكانها مش هنا . . .
المهم خلينا فى حكايتنا فى هذا اليوم اللى مش فاكر الجو فيه كان عامل إزاى ماما صحتنى من النوم بدرى و كانت فرحانة أوى – ليه مش عارف ؟! – و قعدت تلبسنى لبس غريب كده لونه كحلى و كل ما أفتكر شكله دلوقتى أقعد أضحك و أقول أنا كنت بلبس البتاع ده إزاى؟!! كل اللى أقدر أقوله عنه إنه كان شوال كحلى عليه مربعتين من القماش الأبيض عند الكتفين و محطوط عليها الحروف الأولى من إسم المدرسة باللون الأحمر . . .
المهم نزلنا من البيت و عرفت إن أنا رايح مكان زى الحضانة اللى كنت بروحها بس أكبر و أحسن أسمه المدرسة دخلنا من الباب و راحت ماما مدخلانى فصل فيه عيال كتيييير لابسين نفس اللبس العجيب اللى أنا لابسه و قاعدين على كراسى ضهرها عالحيطة و قدامهم ترابيزات على شكل مربع ناقص ضلع و شوية و هوب ماما أختفت . . .
و فى هذه اللحظة التاريخية بدأت السيمفونية التى بدأ جميع أعضاء الأوركسترا – أقصد الفصل – فى عزفها و قد بدات بالبكاء و الدموع البسيطة ثم بدأت تشتد الدموع و تتعالى الصرخات فى تناغم رائع ثم بدأت تتعالى الصيحات من الجميع " أنا عايز مااااااامااااااااااااااااااااااااااااااااااااا . . . عايز أروواااااااااااااح البيت " و طبعا المدرسة المسكينة بتحاول تهدينا كلنا و ده طبعا خيال علمى و كانت فكرتها عن أنها تهدينا ملخصة فى حاجتين أول حاجة تقولنا ماما زمانها جاية – بس مقالتش إن معاها لعب وحاجات – و تانى حاجة تديلنا كباية ميه عشان نبلع البرشام بتاع ماما زمانها جاية و بعدين طبعا أنا المحاولات دى منفعتش معايا و فضلت أعزف السيمفونية لوحدى رغم هدوء بعض العيال – الخونة العملاء – . . .
بعدين لقيت طفل قاعد جنب الشباك و كان ساكن معايا فى نفس العمارة و لقيته بيكلم مامته من الشباك جريت عليهم و قولت لمامته يا طنط – شوفوا الأدب بقى و الرقه – فين ماما ؟؟ ردت عليا بنفس الرد ماما زمانها جاية ساعتها أنا أطمنت حبة و قلت لنفسى الست دى أنا عارفها و مستحيل تضحك عليا . . .
و بعد شوية ماما جت أخيرا بس أتصدمت و أنا مروح معاها لما عرفت إن أنا حروح المدرسة تانى بكره و بعده و بعده و بعده و بعده . . .
. . . يتبع

الاثنين، 1 سبتمبر 2008

رمضان كريم



كل عام و أنتم إلى الله أقرب

رمضان كريم


الخميس، 28 أغسطس 2008

السماء لم تعد كما كانت ! ! !



الساعة الثانية بعد منتصف الليل . . . أجلس فى مكان مفتوح . . . أنظر إلى السماء بنهم . . . لا أعرف لماذا تشدنى سماء الليل الصافية ؟؟ . . . أرفع رأسى و أنظر للسماء . . . يسرح فكرى و يسبح عقلى فى بحور سرمدية الكون . . . أنظر للنجوم و أتخيل كم هى بعيدة عنا . . . أنظر للقمر . . . أتأمل حسنه و بهائه فيثير فى نفسى مشاعر جميلة . . .

لكن سماء الليلة مختلفة . . . أنظر إلى السماء الصافية فلا أجد نجوما ساطعة . . . إنها نجوم باهتة شاحبة تبدو كوجه رجل عجوز يحتضر بعد أن أرهقته السنون . . . أسترجع بذهنى سماء رأيتها منذ عدة أعوام . . . سماء امتلأت بنجوم لامعة كثيرة . . . تذكرت كيف أننى أخذت أحدق بها و أحدث نفسى . . . هذه النجمة اللامعة هى الثانوية . . . و هذه المجاورة هى كلية الصيدلة . . . بجوارها نجمة مضيئة جدا و كبيرة الحجم هى زوجتى الجميلة التى سأتزوجها يوما ما . . . أنظر لأبعد النجوم و أكثرها لمعانا و أقول هذه سقف طموحاتى . . . جائزة نوبل و التى ستنتهى حياتى بعدها . . . و عندئذ فقط سأكون راضيا عن نفسى . . .

أستفيق من ذكرياتى . . . أنظر إلى السماء مرة أخرى . . . المفترض أنها نفس السماء و فى نفس المكان . . . و لكن بعد مضى سبع سنوات . . . لقد تغيرت السماء و لم تعد كما كانت تلك السماء التى تعد بالكثير . . . لقد صارت بلا نجوم . . . بلا أحلام . . . حتى قمرها يبدو و كأنه قد أنتهى و ولى زمانه و لم يتبق منه سوى الحطام . . .

ماذا جرى للسماء ؟؟؟ . . . أو ماذا جرى لى ؟؟؟ . . . من الذى تغير فينا ؟؟؟ . . . هل تغيرت السماء؟! . . . هل تغيرت تلك اللوحة السرمدية فجأة ؟! . . . أم أنا الذى تغيرت و شاخت روحى رغم أنى لم أبلغ العشرين من عمرى ؟! . . . هل هذه السنوات السبع كفيلة بتغيير أى منا ؟! . . . لا أعرف الإجابة . . .

لكن الشىء الأكيد أن السماء لم تعد كما كانت ! ! و لا أنا ! ! !


الخميس، 21 أغسطس 2008

إفتتاح مدونة

حفل الإفتتاح

النهاردة يوم غير عادى . . . طبعا مش حفتتح مدونة ، هو الواحد بيعمل واحدة كل يوم وللا إيه ، و طبعا مفيش إفتتاح من غير حفلة ، و عشان كده روحت لمحل الفراشة أجرت شادر و فرعين نور و حبة كراسى عشان أعمل منظر كده ، و طبعا منسيتش أعدى على الدى جى عشان يحط موسيقى هادية فى الخلفية و كمان جبت خبير فى الصواريخ و البمب عشان يعمل شو جامد فى الإفتتاح - قال يعنى إفتتاح الأولمبيكيات - و أتصلت بكل السفارات و القنصليات و الجاليات اللى موجودة فى مصر عشان يحضروا ، و بعدين طلعت جرى عالمطار عشان أستقبل الوفود القادمة من كل صوب و حدب - حسب كتاب اللغة العربية - و فروم إيفيرى وير - حسب كتاب هالو بتاع الإنجليزى - و معرفش إيه بالفرنساوى عشان مكنتش بحبه . . .

و و بدأ العد التنازلى لإفتتاح المدونة . . .

10

9

8

7

6

5

4

3

2

1

و فجأة أنطلقت الموسيقى عالية مدوية . . . لتعزف اللحن الرومانسى الكلاسيكى الرهيب اللى محصلش

"ينفع فى شتا أو صيف . . . هو إيه . . . العنب العنب العنب . . . العنب العنب العنب"

ساعتها رميت الميكروفون من إيدى و طلعت أجرى على بتاع الدى جى . . . إيه ده يا كابتن أنا متفق معاك على موسيقى هادية تحطلى العنب و البلح و الحاجات الغريبة دى . . .فين طائر النار لفاجنر و الناى السحرى لموزارت و السيمفونية التاسعة لبيتهوفن و فين حاجات عمر خيرت . . . الرجل بص لى و تدلى فكه السفلى فى بلاهة و قاللى بطريقه اللمبى الشهيرة نعم مين دول . . . أنا قولتله بص يا بنى شايف الناس اللى لابسة بدل اللى قاعدة دى بذمتك دول يسمعوا العنب العنب ؟!؟! . . . قاللى و فيها إيه يا دكتور - بفتح الدال - ما هم جايين النهاردة يهيصوا و يفكوا عن نفسهم أنا قلت أسخن معاهم بالعنب و بعدين أخش عالتقيل . . . طبعا مكانش فى وقت أكلمه عشان أنا سايب المنصة فاضية و لازم أقول كلمة الإفتتاح فقلتله بص يا بنى شغل أهدى حاجة عندك . . . لو عندك أم كلثوم شغلنا أنت عمرى . . . و قبل ما يرد عليا سيبته و جريت عالمنصة أقول كلمة اللإفتتاح . . .

"ليدز أند جنتلمين ويلكم و سواد ليلكم إن ماى بلو . . " . . . و فجأة لقيت حاجة غريبة بتعمل تك تتك تك تتتتك دش تش بووووووووووم و بعدين إضاءة خفيفة أوى كأنك مولع عود كبريت . . . روحت قايل فى الميكروفون "نو سموكينج بليز" . . . لقيت واحد طالع كده ووشه مهبب و بيقول ده شو الصواريخ يا دكتور . . . تدلى فكى السفلى فى بلاهة و قولتله - بس مش بطريقة اللمبى - نعم !!! . . . قاللى شو الصواريخ . . . قلتله فيين ده ؟؟؟ . . . قاللى خلاص خلص . . . قلتله الشرارة دى هى الشو . . . قاللى بفخر أيوه ده أكبر شو صواريخ إتعمل فى تاريخ الشرق المتوسط . . . أنا سمعت الشرق المتوسط دى و مقدرتش أتكلم . . . و فجأة أفتكرت كلمة الإفتتاح . . .

"سورى فور إنتربشن ماى ديرز . . " . . . و المرة دى أنا تنحت و بلمت و وشى جاب ألوان الطيف التسعة - هم كانوا سبعة بس الزمن غدار - عشان شفت أخر شخص كان نفسى أشوفه فى حياتى ساعتها . . . أن أن أن أأأأأأأأأأأأأأأأأأأن تششششششش - موسيقى تصويرية - السفير الإسرائيلى . . . و فجأة لقيت مظاهرة أقتحمت الحفل . . . ناس كتيير رافعين يفط مكتوب عليها "لا للتطبيع" و "أنا بكره إسرائيل و أقولها لو أتسأل" و الناس كلها بتهتف . . . و مدريتش بنفسى غير و أنا متشال و ماشى فى أول المظاهرة و بقول لا للتطبيع . . . سيبنا الحفلة و خرجت المظاهرة فى الشارع و أنضم إليها جحافل المواطنين و. . . فجأة طبوا علينا بطلعتهم البهية و عصيانهم اللولبية و عربياتهم الخضراء الزاهية حبايبنا الحلوين "الأمن المركزى" . . . و عينكم ما تشوف إلا النورما دريتش بنفسى غير و كلبش فى إيدى و أنا فى بوكس . . .

و بعدين مرة واحدة لقيت مذيعة بتقوللى "دكتور سنباطى . . . شعب مصر كله بيهنيك و بيشكرك على الحفل الرائع اللى شرفت فى مصر أمام العالم كله و أثبتت إن مصر مش من دول العالم التالت . . . لأ من دول العالم الأول . . . وإن إحنا نقدر ننافس الغرب فى كل حاجة و أحدث المجالات" . . .

بصراحة أنا أفتكرتها بتكلم حد تانى غيرى بصيت ورايا أشوف هى بتكلم ميين لقيت كل اللى فى البوكس بيبتسموا فى بلاهة و بيعملوا باى باى للكاميرا . . . بصيت للمذيعة و قلت حضرتك بتكلمينى . . . قالتلى أيوه طبعا دكتور السنباطى اللى شرف مصر كلها بحفل إفتتاحه الرائع لمدونته . . .

وفى نفس اللحظة فقدت الوعى و لم أفق حتى الأن

كان معكم د.السنباطى من غيبوبته الطوييييييييييييييييييييييييييييييلة .