الثلاثاء، 6 أكتوبر 2009

مذكرات طفل برىء 11 بعد طول غياب . . . عام دراسى جديد عجيب مريب غير سعيد

مذكرات طفل برىء

حلقات غير مسلسلة من الذاكرة نعيش معها أيام الطفولة البريئة . . . أحيانا (؛

عندما تشتد المحن و الأزمات ، تطفو على السطح بعض الذكريات . . حلوة . . مرة . . مضحكة . . محزنة . . . تننتزع الأهات أو الضحكات . . . عندها أتذكر إبتسامات طفل برىء ولى عليه الدهر و فات !!!!




 11


 عام دراسى جديد عجيب مريب غير سعيد





بعد غياب طويل طويييل طوييييييييييييييييييييييل . . . قررت إنى أرجع تانى أصدعكم بمذكراتى البريئة و الغير بريئة . . . و فى ظل هذه الأوقات العصيبة التى نحياها - أنا مش بتكلم عن وضع البلد محدش يفهمنى غلط - فى بداية عام دراسى جديد عجيب مريب . . . كل سنة و أنتم تيبين . . . لا بد من وقفة . . . سؤال برىء يطرح نفسه . . . هل أول يوم فى الدراسة زمان زى دلوقتى ؟!؟!؟!؟ . . . تعالوا نشوف مع بعض . . .

تانى تانى تانى . . . راجعين أنا وأنت تانى . . . للنار و العذاب من تانى . . . أغنية شهيرة لعبد الحليم أكيد لو كنت أعرفها زمان كنت غنيتها أول يوم فى العام الدراسى الجديد . . . اليوم اللى بنبتدى نصحى بدرى فيه بعد ما كنا بنصحى متأخر . . . اليوم اللى بنام فيه بدرى بعد ما كنا بنسهر . . . اليوم اللى بيبتدى فيه الحظر على الأتارى و التليفيزين و اللعب و الكورة و الذى منه . . .

 
بيبتدى اليوم العصيب ده من ساعة ما أجهز الشنطة بالليل . . . الشنطة الجديدة و أحط فيها المقلمة الجديدة - اللى غالبأ حيكون مرسوم عليها أشهر شخصية كرتونية فى الوقت ده - و جوه المقلمة القلمة و المساطر الجديدة  . . . و طبعا الكتب بتاعت السنة الجديدة . . . و أهم حاجة على الإطلاق . . . كراسة واحدة بسسسسسسسسسسسس نكتب فيها الحاجات و الكراريس اللى مطلوبة مننا و الدروس بتاعت أول يوم . . . و طبعا الشندوستات و الزمزمية دى حاجة أساسي  لازم تتحط . . . و بعدين ننااااااااااااااااام بدرى عشان نصحى بدرىىىىىىىىىىى . . .

و تبدأ المعركة . . . قصدى السنة الجديدة من لحظة دخولنا من باب المدرسة . . . و بعد السلامات على الصحاب و الحبايب اللى بقالنا كتيييييييييير مشفنهامش و دى طبعا الحسنة الوحيدة فى اليوم ده . . . يبتدى التعذيب بطابور الصباح الطوييييييييييييييييييييييييييييل و الذى يتضمن العديد و العديد من الفقرات المبهجة كفقرة كلمة  مدير المدرسة و كلمة الناظر و كلمة وكيل المدرسة و كلمة المسؤلة عن الإذاعة المدرسية و ... و ... فاصل طويل من الكلام المكرر اللى بيتقال هو هو كل سنة . . . و بعد الإنتهاء من الحوارا ت الفاكسانة دى يوزعزنا عالفصول . . . و هنا تتجلى النظرية الإستعمارية الشهيرة فى موضوع التوزيع ده "فرق تسد" تلاقى أى اتنين صحاب كل واحد فيهم فى فصل بحيث فى النهاية يفرقوا الصحاب عن بعض و كل واحد يلاقى نفسه فى فصل ميعرفش فيه حد و يقعد يكلم نفسه . . . و بعد ما نتوزع يقولونا على مكان الفصل بتاعنا  و فى هذه اللحظة الحاسمة التى يتحول فيها المرء من طالب فى تالتة إبتدائى إلى طالب 3/1 "تالتة أول" يبدأ السباق الماراثونى الرهيب نحو الفصل . . . فى واحد بيسأل سباق ليه ؟؟؟ . . . أكيد أنت مدخلتش مدرسة قبل كده . . . عشان نحجز مكان فى أول تختة ممكنة . . . و بعد صولات و جولات من الجرى و القفز فوق البنى أدمين على السلم و فى الطرقة و تخطى جميع الحواجز الطبيعية و الصناعية من تخت مكسرة و طلبة فصول تانية و خلافه . . . أوصل للتختة اللى حقعد فيها طول السنة اللى غالبا ما بتكون الأولى أو التانية . . .

و بعد كل هذا الصراع الرهيب يبدأ اليوم الدراسى الأول . . . تدخل المدرسة و تقول صبا ح الخير أنا ميس فلانة و حديكم السنة دى كذا  . . . و قبل ما تبلع ريقها تبدأ قائمة طلباتها الطويلة :
1-الكتاب لازم يكون معانا كل يوم و اللى حينساه حينضرب 
2-لو كانت مدرسة عربى حتطلب 7 كراسات بأحجام مختلفة "كراسة قراءة 80 ورقة -كراسة نصوص 80 ورقة-كراسة قصة 60 ورقة-كراسة نحو 40 ورقة-كراسة الواجب 100ورقة!!!-كراسة التعبير 40 ورقة-كراسة الإملاء 40 ورقة-كراسة التطبيق 40 ورقة"
3-الكراسات تتجلد بجلاد أحمر و يتحط عليها تكت عليه إسمك الثلاثى و فصلك و اسم المادة و نوع الكراسة و الكراسة اللى مش حيبقى عليها تكت حتتقطع وصاحبها حينضرب
4-تملينا جدول الحصص بتاعها و تنبه علينا مليون مرة على الإلتزام بيه
و بعد ما تخلص القايمة تقولنا أكتبوا وراا الدرس ده و تجيبوه مكتوب فى كراسته بكرة عشان تعلموه  . . . و فى نص الدرس جرس الحصة يضرب و لكن لا حياة لمن تنادى و تظل تشرح و تكتب حتى تدخل مدرسة الحصة اللى وراها و تقوللها كفاية كده . . .

تدخل مدرسة الحصة التانية و ما زالت بقايا الحصة الأولى عالسبورة . . . تيجى تمسح السبورة تلاقى الفصل كله بيصرخ عشان ملحقش ينقل المكتوب عليها . . . و تنتظر قليلا و برضك مبنلحقش ننقل بسبب كمية الكلام الكتيير اللى عالسبورة . . . و فى الأخر السبورة بتتمسح من غير ما نخلص . . . تعرف المدرسة نفسها و مادتها و تبدا قائمة طلباتها اللى مبتختلفش عن القايمة اللى فاتت غير فى عدد الكراسات و لون الجلاد . . . و بعدين تشرح درس جديد و نكتب وراها و طبعا نجيبوه بكرة مكتوب فى كراسته عشان نعلمه . . .

و هكذا دواليك و هكذا دواليب لحد ما اليوم يخلص فى المدرسة و نروح بيوتنا ليبدا النصف الثانى من ملحمة اليوم الأول . . . يبداالنص التانى من اليوم بالسؤال الازلى اللى ماما حتسألهولك و هى بتفتحلك الباب "عملت إيه فى المدرسة النهاردة ؟؟؟" . . . و الرد حيكون كالأتى :
حتدخل من باب البيت ساكت و مبلم . . . ترمى شنظتك على الارض و تهبدها . . . تجرى عالحمام -ودى طبعا حسب الظروف- . . . و بعدين تطلع تشب ميه كتييييير . . . و أثناء كل ده مامتك حتصرخ فيك و هى بتكرر نفس السؤال . . . ساعتها حتضطر تجاوب  و تقول الحقيقة الكاملة التى لا مفر منها . . . بعد كده تغير هدومك و تتغدى . . . ثم تبدا الرحلة التعذيبية المسماة يإسم تجليد الكراسات . . .

طبعا حتكتشف و أنت بتجلد إن فى ألوان عجيبة مطلوبة منك . . . من أشهر الألوان دى جلاد أبيض و ده مكانش بيتباغ عندنا فى العجمى ولازم بابا يشتريه من وسط البلد . . . جلاد بيج ده عمرى ما شفته بس مرة أتطلب مننا . . . جلاد بنفسجى برضك مبلاقيهوش . . . جلاد شفاف و ده حاجة عجيبة مش فاهم إيه الحكمة من الجلاد إنه يبقى شفاف . . . وكان فى نوع من التطوير الجلادى حيث تم إختراع الجلاد الجديد اللى عبارة عن جراب يتحط فيه الكراسة على طول لتلافى عيوب الجلاد القديم اللى بنقصه ونلزقه عالكراسات بالسوليتب . . .

و بعد إنتهاء مرحلة التجليد تبدأ مرحلة كتابة دروس اليوم كله كل درس فى كراسته . . . و بعدين تعمل الواجب المطلوب منك . . . و تحضر شنطتك لتانى يوم و تتعشى وتنام عشان تكمل مسيرة التعليم التعذيبى لمدة 4 شهور لحد أجازة نص السنة . . .

معلش طولت عليكم المرة دى بس متنسوش تجاوبوا عالسؤال

 Compare between the 1st day at school & at z Kollya

(el-Egaba in tabular form)







كان معكم التلميذ السنباطى هو بيجلد كراسته