الجمعة، 1 مايو 2009

سيدة القطار

سيدة القطار


يهتز القطار فى رتابة . . . تك تتك . . تك تتك . . . يتمايل القلم فى يدى مع إهتزازات القطار . . . أرفع رأسى . . . أجد تلك السيدة الجالسة أمامى تنظر إلى و تحدق بى . . . أتجاهلها و أحاول أن أستمر فى الكتابة . . . يهمس إلى صديقى الجالس بجوارى بأن هذه السيدة تنظر إلى بشدة . . . أشير له بأن يسكت و يتركنى أستمر فى الكتابة . . . تزداد إهتزازات القطار ليزداد خطى سوءا فوق سوء . . . أرفع رأسى مرة أخرى لأجد تلك السيدة تستمر فى التحديق بى . . . لقد زاد هذا عن الحد لقد قالها أحد الكتاب قديما - لا أتذكر إسمه - الجحيم هو نظرات الأخرين . . . أحاول أنا ألملم شتات أفكارى المبعثرة و أعاود الكتابة . . . لا أستطيع لقد سيطرت هذه السيدة بنظراتها على أفكارى . . . تستمر فى التحديق و فجأة تتكلم و تقول لى أنت تستخدم قلم حبر من نوع قديم جدا . . . أنظر للقلم فى يدى إنه فعلا من النوع القديم جدا و الذى توقف إنتاجه منذ زمن فقد أهدانى إياه جدى - رحمه الله - أنظر إليها و أبتسم و أومئ برأسى مؤمنا على كلامها . . . لا أعرف لماذا لم تبادلنى الإبتسامة رغم أنها هى التى فتحت مجال الحديث . . . تتكلم مرة أخرى و تقول إن له صوت صرير مميز جدا . . . فعلا هو كذلك . . . أبتسم إليها مرة أخرى و أومئ برأسى أفتح فمى لأتكلم ثم أغلقه ثانية . . . أنا لا أحب مكالمة الغرباء و خصوصا الذين يستمرون فى التحديق بى طوال الوقت . . . أنظر إليها و أحاول أن أتذكر هل رأيت هذا الوجه قبلا ؟؟؟ . . . لا أنا متأكد أننى لم أر هذا الوجه من قبل . . . أخرجنى من أقكارى صوت المحصل و هو يصيح بأننا وصلن لأخر الخط . . . تقف السيدة و هى ما زالت تحدق بى . . . ترتدى نظارة شمس . . . ثم تفرد عصا معدنية كانت مطوية بجوارها . . . تتحس بها الطريق بين الكراسى حتى وصلت للباب ! ! !



تمت بحمد الله


محمد السنباطى
2:03 صباحا الخميس 5/2/2009
قطار 935 القاهرة - الأسكندرية

ليست هناك تعليقات: