الاثنين، 6 أكتوبر 2008

6 أكتوبر 1998 . . . مذكرات طفل برىء 5

مذكرات طفل برىء


حلقات غير مسلسلة من الذاكرة نعيش معها أيام الطفولة البريئة . . . أحيانا (؛

عندما تشتد المحن و الأزمات ، تطفو على السطح بعض الذكريات . . حلوة . . مرة . . مضحكة . . محزنة . . . تننتزع الأهات أو الضحكات . . . عندها أتذكر إبتسامات طفل برىء ولى عليه الدهر و فات !!!!

-5-

السادس من أكتوبر . . . العاشر من رمضان . . . الساعة 2 الضهر
.
.
.
مش فاكر بقيت الأغنية بصراحة
بس دى كانت أغنيتى المفضلة فى 6 أكتوبر و كمان كنت بحب "أحلف بسماها و بترابها" لعبد الحليم . . . الأغانى دى زمان لما كنت بسمعها الواحد كان بيحس إنه حيقوم يحارب و يكسر الدنيا و يحرر فلسطين و مش بعيد يموت شهيد فى المعركة . . .

تبدا ذكريات 6 أكتوبرمعايا من تانية حضانة - KG2 باللغة الجديدة - لما المدرسة فى الفصل قالتلنا بكرة 6 أكتوبر أجازة و قعدت تتكلم شوية عن الحرب و بعدين قالتلنا النهاردة بالليل على القناة التانية فى فيلم حلو إسمه "الطريق إلى إيلات" تبقوا تتفرجوا عليه . . . طبعا أنا روحت البيت و رغم إن الفيلم كان بالليل متأخر إلا إنى أصريت إنى أتفرج عليه و ماما فضلت قاعدة جنبى بتحكيلى و تفهمنى إيه اللى بيحصل بالضبط . . .

و أكيد طبعا كلنا مننساش المشهد بتاع تعديل مقاس اللغم . . . ونبيل الحلفاوى بيبرد فى اللغم و كل شوية يحط صباعه و يشوف حرارة اللغم . . . وأنا قاعد مركز و منتبه معاه أوى . . . و بعدين المبرد يقع من إيده . . . وأنا قلبى يقع معاه . . . لحد ما يخلص . . . و يطلع يعملهم علامة النصر بإيده . . . . . . وللا فى الأخر لما يفجروا الميناء . . . يا سلام الواحد كان بيبقى فى شعور فظيع بين الفخر و الإنبهار و الإعجاب و الإنتصار و حاجات تانية كتييييييييير . . .

بس يوم 6 أكتوبر 1998 كان يوم مميز قوى بالنسبة لى . . . ده اليوم اللى قررت فيه أعمل عبور القنال فى بيتنا . . . قعدت على السرير بتاعى و جبت كل المسدسات و الرشاشات السليمة و المكسورة اللى فى البيت . . . بالإضافة لأى حاجة ينفع تتحدف زى المكعبات و كده . . . و جبت عصاية و رسمت علم مصر على و رقة و علقتها على العصاية . . . و بعدين جبت كل الشلت اللى فى البيت و عملت بيها حاجز فى الناحية التانية من الأوضة اللى فى وش السرير . . . على أساس إن دى سيناء و إن المسافة اللى بين السرير و الشلت هى قناة السويس - شايفين الدماغ اللاسعة - . . .

و الساعة 2 بالضبط . . . بدأت العبور . . . هجوووووووووووووووم . . . وعينكم ما تشوف إلا النور . . . خليت الأوضة ساحة معركة
. . . و خلصت كل الذخيرة اللى فى المسدسات اللى معايا . . . و بدأت أحدف بالمكعبات كأنها قنابل يدوية لحد ما خلصت . . . و بعدين طلعت سكينة بلاستيك و عزيت بيها كل الشلت و المخدات . . . و بعدين السكينة أتكسرت روحت نازل ضرب فى الشلت و المخدات . . . لحد ما بقيت مش قادر . . . و عشان الفيلم يكمل فى الأخر عملت نفسى أتصبت برصاصة . . . و قعدت أزحف على الأرض و أنا بموت لحد ما وصلت للعلم . . . و فضلت ماسكه و أنا ميت ! ! !

طبعا ماما دخلت الأوضة من هنا و كانت حتقتلنى لأن الأوضة بقت ساحة حرب فعلا و مفيش حاجة على حالها . . . و عشان أنا طفل رقيق و مطيع طوول عمرى . . . قولتلها متقلقيش خالص حرجع كل حاجة مكانها و كله حيبقى تمام . . . و قد كان . . .



كان معكم محمد السنباطى
من خط النار
6 أكتوبر 1998
و كل حرب و أنتم طيبين

الأربعاء، 1 أكتوبر 2008

حلقة خاصة . . . . مذكرات طفل برىء 4

مذكرات طفل برىء


حلقة خاصة جدا


حلقات غير مسلسلة من الذاكرة نعيش معها أيام الطفولة البريئة . . . أحيانا (؛

عندما تشتد المحن و الأزمات ، تطفو على السطح بعض الذكريات . . حلوة . . مرة . . مضحكة . . محزنة . . . تننتزع الأهات أو الضحكات . . . عندها أتذكر إبتسامات طفل برىء ولى عليه الدهر و فات !!!!

-4-

العيد فرحة يا سلام . . . و أجمل فرحة يا سلام
غنوا معايا غنوا . . . قولوا ورايا قولوا
كتر يا رب فى أعيادنا . . . وأطرح فيها البركة و زيد
جانا العيد أهو جانا العيييييييييييييييييد
أهلا أهلا بالعيد . . . مرحب مرحب بالعيد
هييه هييييه هييييييييييييييييييييييييييييه

دى الأغنية المفضلة بتاعتى و أنا صغيور فى العيد لازم أول يوم العيد بعد الصلاة أفتح التليفيزيون و أجيب القناة الأولى -مكنش فى غيرها عليه - و أقعد أتفرج على الأغنية دى و اشوف صفاء أبو السعود - مش فى ساعة صفا يا ظريف - و أتفرج عالعيال اللى ماسكين بالونات ملونة و هم بيلعبوا فى الملاهى و بيجروا و عاملين دوشة . . .

بس البداية الحقيقية للعيد بالنسبالى كانت بتبدأ من قبل العيد بشهر . . . لما كنت أنزل مع ماما عشان أجيب لعبة العيد . . . و نلف فى المحلات طوول اليوم لحد ما أختار لعبة العيد و من اللحظة دى و أنا ببقى مستنى العيد عشان ألعب بيها . . . و فى ليلة الرؤية ببقى قاعد على أعصابى و نفسى يبقى رمضان 29 عشان أفتح اللعبة و ألعب بيها . . . و لما كان رمضان بيبقى 30 يوم كنت بقعد أدعى على المفتى عشان كنت مقتنع إن هو المسؤل عن الموضوع ده . . .

يوم الوقفة بقى ده يوم مقدس بالنسبة لى . . . أصحى من النوم الصبح . . . أستحمى و ألبس طقم الوقفة . . . أسرح شعرى و أجيبو على جنب - برىء من يومى و الله - . . . و تيجى أهم لحظة فى اليوم ألعب بلعبة العيد . . . شعور روعة و أنا بطلع العلبة من الكيس براحة و بهدوء و بعدين أفتح العلبة براحة من غير ما أقطعها . . . أطلع اللعبة و أبصلها بإنبهار . . . أخيرا جت اللحظة الللى مستنيها من زماااااااااان . . . و أفضل ألعب بيها طول اليوم . . . و لما أخش انام أحطها جنبى على السرير . . .

أول يوم العيد بقى أصحى من النوم عشان الصلاة و أنا مش قادر و نفسى أكمل نوم و أنام و أنا بتوضأ و أنام على نفسى و أنا بلبس الكوتشى و مفوقش غير من الهوا الساقع و انا فى الشارع . . . و كنت ببقى فرحان أوى و أنا بكبر مع الناس بصوتى الرفيع و أحس إن كل الناس دى بقت شخص واحد عملاق يقدر يعمل أى حاجة . . . الصوت العالى اللى بيوصل كل حته من غير ميكروفونات . . . النفس الواحد و النغمة اللى الكل ماشى عليها من غير نشاذ . . . دى كانت أحلى حاجة فى صلاة العيد بالنسبالى . . .

بعد الصلاة نروح البيت و نفطر كحك و بسكوت و الذى منه . . . النوع المفضل بالنسبالى فيهم هو الكحك أبو ملبن . . . و كنت باكله بطريقة غريبة جدا . . . الأول أمسك الكحكاية و ألحس كل السكر اللى مرشوش عليها من فوق الوش . . . و بعدين أكسرها نصين و أبدأ أكل الملبن من جواها . . . و بعد ما تبقى فاضية أديها لماما تسقيها فى الشاى . . . بعد الفطار أنااام و أصحى على الغدا و أفضل مقضيها تليفيزيون لحد ما اليوم يخلص . . .

بقيت العيد بقى كنا نروح نزور قرايبنا كلهم . . . و ده كان شىء مفضل بالنسبالى طبعا عشان العيدية و الكاش الوفير . . . و كل ما نزور قرايب أكتر أكيد العيدية حتكبر . . . و أهم حاجة إن الفلوس تكون جديدة لانج و مش متطبقة . . . و الأهم إنها تكون كتييير فى العدد مش الكم . . . أياميها كانت قيمة الفلوس بتتحدد بعددها و إنها جديدة . . . يعنى كنت شايف إن لو معايا 10 جنيه حنيهات جديدة أحسن مليون مرة من 100 جنيه ورقة واحدة - ده أنا كنت عبيط أوى - و طبعا العيدية كلها كانت بتخلص على الشوكولاتة و البسكوت و المصاصة . . . بس مكنتش بجيب شيبسى عشان كان محظور دخوله البيت

محدش فينا يقدر ينكر أنه قمة الحزن بالنسبالنا و إحنا صغيرين هى أخر يوم فى العيد . . . لما الأجازة تبقى خلصت و تروح تنام بدرى و تحضر شنطتك قبل ما تنام عشان تروح تانى يوم المدرسة . . . شعور بشع . . . و ليلتها أنام و أنا بحلم بالعيد اللى بعده و اللى بعده و اللى بعده . . . . . .

إيييييييييييييييييييييييييييييييه أيام متتعوضش . . . نفسى ترجع تانى


كل سنة و أنتوا طيبيييين